بعض حالات القلب المقلوب تكون طبيعية وبعضها الأخر عاهات خلقية ... د.إياس قاسم يشرح لنا عن ظاهرة القلب المقلوب من جهة اليمين أنواع هذه الظواهر النادرة ويستعرضها من الأبسط إلى الأكثر تعقيدا.
يذكر ان د.اياس قاسم متخصص في موضوع القلب لدى الاطفال، نائب مدير قسم الاطفال في مستشفى هيلل يافا، في الخضيرة ويعمل في مركز كلاليت في قلنسوة وفي معاهد القلب التابعة لـكلاليت في ام الفحم وهرتسليا ونتانيا.
هل تعتبر حالات القلب المقلوب عاهة خلقية؟
د. إياس: تعتبر حالة القلب المقلوب حالة نادرة جدا تظهر واحد منها كل 10 الاف ولادة تقريبا، وهي عبارة عن مجموعة من الظواهر ترافق كل حالة، وسنأتي على ذكرها من الأبسط إلى الاكثر تعقيدا،وابسط هذه الحالات يكون فيها القلب وسائر أعضاء الجسم الداخلية مقلوبة، التي في جهة اليمين نجدها على جهة اليسار والعكس صحيح هذه الحالات. عادة ما يتم الكشف عنها بطريق الصدفة لان المولود في هذه الحالة يكون طبيعيا جدا، ولا يعاني من أية مشاكل، وقد يتم اكتشافها عند أجراء فحص عادي للمولود بواسطة سماعة الطبيب ( النصاتة)، في هذه الحالة تكون الأعضاء الداخلية للمولود في حالتها الطبيعية كما لو أن شخصا عاديا يقف أمام المرآة، فيكون الكبد في المركز ويميل إلى اليسار، المعدة على اليمين، الطحال من جهة اليمين وشكل الرئتين يختلف( معكوسا) ولا يكون هنالك خلل في اي عضو وكل الأعضاء تقوم بوظائفها على أكمل وجه، دون أية مشاكل أو محدوديات أو عوائق سوى انه إذا ما احتاج لعملية في المستقبل عليه أن يبلغ الطبيب بأن أعضاءه مقلوبة.
قبل أن نكمل في الحالات الأكثر تعقيدا... إلا ينبغي أن يتم اكتشاف هذه الحالة خلال فترة الحمل؟
د. اياس: يجوز الكشف عن هذه الحالة خلال الحمل ولكن اعتقد انه صعب جدا، في حين انه لا توجد مقاييس نسبية تقيميه خلال فحص الاولتراساوند لكي تشير إلى وجود مثل هذه الظاهرة وبما أن هذه الحالة ليست مرضية فليس هناك حاجة أو ضرورة للكشف عنها قبل ولادة الجنين أما في حال خضوع المرأة الحامل لفحص المسح الشامل لأعضاء الجنين فلا شك انه يتم الكشف عن هذه الحالة.
نسبة امراض القلب بين المواليد هي 8 لكل الف ولادة يعني تقريبا1% نسبة التشوهات القلبية لدى الاطفال، ولدى العرب واليهود المتدينين تكون النسبة اعلى لانهم كثيرا ما يرفضون اجراء الفحوصات التي ذكرناها، ويرفضون فكرة الاجهاض اذا ما نصحهم الاطباء بضرورة اجرائه
لنكمل الحديث عن الحالات الاكثر تعقيدا؟
د. اياس: هنالك عارض مرضي يرافق هذه الحالة البسيطة التي جئنا على ذكرها، وهي الحالة التي نسميها « كرطچينير» وهو خلل في الاهداب والشعيرات الدقيقة في جهاز التنفس العلوي، القصبة الرئوية والانف، ونتيجة هذا الخلل تحدث التهابات في الجيوب الانفية وفي الرئتين، وقد يكون هنالك خلل ايضا الاعضاء التناسلية، وقد تسبب له العقم. هنالك حالات نادرة اخرى يكون فيها القلب فقط مقلوب او القلب وبعض الاعضاء وليس جميعها كما في الحالة السابقة، بمعنى ان الرئتين في نفس الاتجاه وليس واحدة معاكسة للاخرى، او يكون بدون طحال اطلاقا والحديث هنا عن انقلاب جزئي عشوائي في اعضاء الجسم الداخلية، وهذه الحالة عادة ما يرافقها تشوهات في القلب نفسه، بالاضافة الى خلل وظيفي في عمل القلب او في الشرايين والصمامات المتصلة بالقلب، وهذه الحالة ينبغي الكشف عنها مبكرا قدر الامكان ومثل هذه الحالة عادة ما يتم الكشف عنها خلال الحمل بسبب عدم التناسق والانسجام بين الاعضاء الداخلية. وهنالك حالة اخرى تكون فيها ازدواجية في الاعضاء وتكون الجهة اليسرى مرآة للجهة اليمنى، هذه الحالة اكثر تعقيدا ويرافقها تشوهات في القلب اكثر خطورة، ويحتاج المولود في هذه الحالة منذ الولادة الى عمليات قسطرة وجراحة وغيرها.